البداءُ من منظورِ مُتَكَلِّمي مَدرَسَةِ الحِلَّةِ

الملخص

ما الذي يستلزمه الاختلاف المنهجي بين متكلمي مدرسة الحلة مع المتكلمين السابقين في باب بيان التعاليم العقائدية وإثباتها والدفاع عنها، وما مدى تأثيره في عقيدة البداء؟ لا يتضح الجواب عن هذا السؤال إلا عند مطالعة ما كتبه مشهور متكلمي الحلة بالتفصيل، ومقارنة كلامهم بآراء كبار المتكلمين الآخرين؛ كي تتضح المستجدات العقائدية الشيعية في مجال البداء في هذه المدرسة.
كانت حصيلة هذه المقارنة إثبات وجود اختلافات أساسية حول البداء بصورة عامة وقضية وقوعه بشأن إمامة إسماعيل بن الإمام الصادق × بين متكلمي مدرسة الحلة والمدارس الكلامية الشيعية الأخرى، منها: عدم تطرق أغلب متكلمي هذه المدرسة إلى الأخبار التي تفيد نسبة البداء إلى الله تعالى، وعدم مشاهدة تحويل البداء إلى عقيدة النسخ، ولم يتعرضوا إلى بيان ماهية البداء وتحويله إلى النسخ مطلقًا، بل إنّ عددًا منهم لم يشر إلى خبر وقوع البداء في إمامة إسماعيل بن الإمام الصادق ×، في حين التفتَ بعضهم إلى هذا الخبر، ولهم فيه توجيه.