رسالة في علّةِ جلوسِ أَميرِ المُؤمنينَ  عمَّن تَقَدَّمَهُ، وحربه معاوية لجمال الدين أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي (ت 841هـ

الملخص

لعلَّ من أهمِّ الموضوعات التي شغلت أذهان الباحثين في تاريخ العصور الإسلاميّة الأولى هي حقيقة علاقات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب  مع مَن تقدَّمَهُ، وتقمّص ثوب خلافة سيِّد المرسلين  في حين نرى أنَّهُ - صلوات الله عليه - قعد عن حرب الأوّلين ومناضلتهم - إذا صحّ التعبير-، وقام بحرب معاوية بن أبي سفيان، ودفع معارضته مع تحمّل خسارات هائلة.
لقد كثرت التساؤلات والنظريّات عن الموضوع، تارةً بين المسلمين أنفسهم، وتارةً بين غير المسلمين من المستشرقين والباحثين عن الغوامض التاريخيّة. فتصدَّى بعضُهم للإجابة عن هذه المسألة المهمة في دراسة التاريخ الإسلامي، وصلتها الواضحة بالمباحث الكلاميّة خاصّة في قضيّة استحقاق الخلافة، وعصمة الإمام وعلمه. وكان ابن فهد الحليّ قد أجابَ عن هذا السؤال، ونوَّه إلى حقائق تاريخيّة صادمة تتعلّق بالقضيَّة، فهو في جوابه الشافي والمختصر أشار أوَّلًا إلى أسباب قعود أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب  عن حرب المتخلّفين الأوّلين، وثانيًا إلى أسباب قيامه بحرب معاوية مع بيان قاعدة عامَّة في كيفيَّةِ تفسيرِ أفعال المعصومين  في نهاية الجواب.