شرح (بانت سعاد) بينَ ابن الحداد البجليِّ وابنِ هشامٍ الأنصَاريِّ بَحثٌ في التَّأثيرِ والتَّأثُّرِ

الملخص

من القصائد التي نالت حظًّا عظيمًا شرحًا وتعليقًا وإعرابًا وحفظًا، قصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهيرٍ، فقد حَظيت هذه القصيدة باهتمام اللغويين على اختلاف تخصصاتهم، والمؤرخين وأصحاب السير والحديث والتفسير، لارتباطها بِرَسُولِ الإنسانية محمدٍ |، وهذا الاهتمام جعل اللَّاحق من الشراح والمُعربين يستعينُ بالسَّابق، ولدينا شرحان تقاربا في الزّمنِ وفي الأسلوب، أحدهما لعالمٍ مغمورٍ بين النحاة والمعربين وهو (أحمد بن محمد بن الحداد البجلي حيٌّ منتصف القرن الثامن الهجري)، والآخر من أبرز النحاة وهو ابن هشام (ت 761هـ)، صاحب كتاب (مغني اللبيب)، وقد ألَّف البجليُّ شَرحَهُ في حُدُودِ سنة 724هـ، أمَّا ابن هشام فألَّف شرحه سنة 756هـ، وقد وجدنا بين الشرحين تشابهًا كبيرًا أثبتنا به صحة رأينا بأنَّ ابن هشام قد اطَّلَعَ على شَرحِ البجليِّ، وأَخَذَ عنه مِن دون الإشارة إليه، وقد فَعَلَ ذلك في مؤلفات مختلفةٍ أشرنا إليها في ثنايا البحثِ.